قبل نحو 40 عاماً كان ما يسمى حالياً بالنمور الآسيوية مثل كوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة وتايلند وتايوان، دولاً متخلفة فقيرة مريضة سياسياً واقتصادياً، ولكن الواحدة منها تلو الأخرى تفكرت في أمرها وخطت خطوات عملية للنهوض الفعلي من واقعها المتردي واتخذت من اليابان نموذجاً يحتذى به وتعاملت معها بتوقيع اتفاقيات يحصل شباب تلك الدول بموجبها على منح يابانية للتدرب في المصانع اليابانية على تجميع قطع الأجهزة والآلات والسيارات التي تنتجها اليابان، ثم بعد فترة من الزمن عرضت تلك الدول على طوكيو أن يقوم شبابها بعملية التجميع في بلدانهم لأن الأجور الشهرية فيها منخفضة مما يؤدي إلى انخفاض تكلفة الصناعات اليابانية المجمعة في دول النمور الصغيرة، التي ما لبثت أن أصبحت قادرة على إنتاج أجزاء أساسية من البضائع اليابانية حتى وصلت في نهاية الأمر إلى إنتاج السيارات والمعدات الضخمة وجميع الأجهزة الكهربائية، فيما كان العملاق الصيني ينهض من سباته ويلحق بالنمور الصغيرة حتى بات خلال العقدين الأخيرين أكبر منتج للبضائع في العالم لاسيما في مجال الأجهزة المنزلية والأثاث، وهو يحاول دخول عالم السيارات بقوة، وسوف تصبح السيارة الصينية عن قريب منافسة للسيارات اليابانية والكورية التي بدأت ضعيفة ثم أصبحت منافساً شرساً لما تنتجه اليابان ودول الغرب من سيارات ومعدات وأجهزة إلكترونية متنوعة.
وإن الإنسان المسلم ليفخر بكون ماليزيا هي إحدى دول النمور الآسيوية، وأذكر أن قائد نهضتها في العصر الحديث مهاتير محمد الذي عاد أخيراً لرئاسة الوزراء نظر إلى دولته عام 1980هـ فرآها تعاني من التخلف والفقر فوضع خطة عشرينية محكمة للنهضة وبعث الشباب الماليزي للتدريب في اليابان وكوريا الجنوبية فعادوا مسلحين بالعلم والخبرة والمهنية ليصبح وطنهم وما يجمع أو يصنع فيه من أجهزة أو معدات موضع ثقة المستهلك وبذلك انضمت ماليزيا إلى النمور الآسيوية، وحتى يرى العالم نهضتها صممت برامج سياحية تناسب العائلات العربية والمسلمة وأعلنت أن ماليزيا هي آسيا الحقيقية فحققت معدلات عالية في مجال السياحة دون إفراط أو تفريط حتى غدا الإنسان الماليزي معززاً مكرماً في وطنه وخلال زيارته لدول العالم.
وينظر الإنسان إلى واقع الدول العربية التي كان بعضها ذات يوم متقدماً سياسياً واقتصادياً على دول النمور الآسيوية ويتساءل عما إن كان هناك أمل في قيام نهضة عربية شاملة أو أن تنهض دوله ولو فرادى من كبواتها ليبقى الأمل مشتعلاً لا يخبو على الرغم من تدافع النكسات والخيبات.
* كاتب سعودي
وإن الإنسان المسلم ليفخر بكون ماليزيا هي إحدى دول النمور الآسيوية، وأذكر أن قائد نهضتها في العصر الحديث مهاتير محمد الذي عاد أخيراً لرئاسة الوزراء نظر إلى دولته عام 1980هـ فرآها تعاني من التخلف والفقر فوضع خطة عشرينية محكمة للنهضة وبعث الشباب الماليزي للتدريب في اليابان وكوريا الجنوبية فعادوا مسلحين بالعلم والخبرة والمهنية ليصبح وطنهم وما يجمع أو يصنع فيه من أجهزة أو معدات موضع ثقة المستهلك وبذلك انضمت ماليزيا إلى النمور الآسيوية، وحتى يرى العالم نهضتها صممت برامج سياحية تناسب العائلات العربية والمسلمة وأعلنت أن ماليزيا هي آسيا الحقيقية فحققت معدلات عالية في مجال السياحة دون إفراط أو تفريط حتى غدا الإنسان الماليزي معززاً مكرماً في وطنه وخلال زيارته لدول العالم.
وينظر الإنسان إلى واقع الدول العربية التي كان بعضها ذات يوم متقدماً سياسياً واقتصادياً على دول النمور الآسيوية ويتساءل عما إن كان هناك أمل في قيام نهضة عربية شاملة أو أن تنهض دوله ولو فرادى من كبواتها ليبقى الأمل مشتعلاً لا يخبو على الرغم من تدافع النكسات والخيبات.
* كاتب سعودي